[حسّان بن المفرّج يفتح الرملة ويحرقها]
وفي هذه السنة أي سنة خمس عشرة وأربعمائة فتح حسّان بن المفرّج بن الجرّاح مدينة الرملة، وأتى عليها حريقا ونهبا وأسرا [1].
= «وخرج أمير الأمراء المظفّر، فخر الملك، عدّة الدولة وعمادها، رفق الخادم، في ثامن عشر ذي القعدة بتجمّل كثير وأبّهة عظيمة، وقوّة قويّة، وعدّة وافرة، وآلات طبله، وعساكر تبلغ عدّتهم ثلاثين ألفا، وكان المنفق فيه عينا مع قيمة العروض أربعمائة ألف دينار. فبرز ظاهر القاهرة يريد حلب، وخرج المستنصر لتشييعه، وكتب لجميع أمراء الشام بالانقياد له والطاعة لأمره، وأن يترجّلوا له إذا لقوه. وسار فوافى الدولة وقد وصل رسول صاحب القسطنطينية بالصلح بين المستنصر وبين بني مرداس، ففشل رفق وانخرقت حرمته، وجرت بالرملة وبدمشق أمور آلت إلى حرب بين العسكر عدّة أيام، فبات يوما ظاهر دمشق». (اتعاظ الحنفا 2/ 202). وأقول: من الواضح أن الخبر يتجاوز الفترة التاريخية التي انتهى عندها المؤلّف بنحو 15 عاما، إذ ينتهي هذا الكتاب بحوادث سنة 425 هـ وهذا يعني أنّ النّص هنا مقحم على الأصل ألصق من مالك النسخة المخطوطة في وقت ما، دون مراعاة للفارق الزمني. [1] هذا الخبر ورد في النسخة (ر): «وفتح حسّان الرملة بالسيف في رجب سنة خمسة عشر وأربع ماية وحرّق أكثرها ونهبها وسبى خلقا ممّن فيها من النساء». وتفصيل الخبر في: «أخبار مصر للمسبّحي 166 - 168). «وفي ليلة الأحد لليلة بقيت من رجب ورد الخبر بأنّ حسّان بن جرّاح إنّما أظهر ما أظهره من كونه في الطاعة، حيلة منه وخديعة. وذلك أنه أحضر العسكرية المقيمين بالرملة وقرأ عليهم ملطّفا وصل إليه من الحضرة بخطّ الدبيكي، وعليه خطّ أمير المؤمنين، يعتذر إليه فيه، ويعلم فيه من الحضرة المطهّرة أنّ اعتقال أبي الغول والأنصاري صاحبيه لم يكن عن رأي أمير المؤمنين لإيثاره صلاح حالهما وبلوغه ما يجب فيما هو منوط به، وأنّ ذلك إنّما جرى من الدّزبريّ منتجب الدولة برأيه وبغير إذن له فيه. فلما وقف حسّان بن الجرّاح على هذا الكتاب قال للعسكرية: أليس هذا خطّ أمير المؤمنين وملطّفه؟ قالوا: بلى. وقبّلوا الخط. قال حسّان: فسيروا به إلى عسقلان وأوقفوا عليه رجال البلد، فإن كانوا تحت السمع والطاعة لأمر أمير المؤمنين، فليسلّموا حسن بن سرور الأنصاريّ صاحبي إليّ، وإن أقاموا على الخلاف سرت بعساكري إلى عسقلان ونقلتها من مكانها حجرا حجرا ونهبتها وقتلت أهلها. فأخذ العسكريّة منه الملطّف وساروا إلى عسقلان، ووقفوا عليه والي عسقلان والرجال المقيمين بهذا البلد، وأعلموهم أنّ حسّان بن جرّاح داخل في الطاعة، وأنّهم إن لم يسلموا أبا الغول والأنصاري، كانوا براء مما يجري عليهم من حسّان من القتل والنهب. فأخرج أبو الغول والأنصاري على بغلين وأطلقا. فلما وصلا إلى حسّان بن جرّاح اشتدّ أزره، وعلم أنّ حيلته قد تمّت، وركب لوقته فخشّب سبعين رجلا من العسكرية، وقتل طائفة من الحمدانية والغلمان وغيرهم، ووضع السيف والنهب في بلد الرملة، فأضرم النيران في الآدر والحوانيت حتى جعلها دكّا، وسبى النسوان والولدان، وقبض على نحرير الوحيدي وصادره على أربعين ألف دينار، وكان =